أعراض ارتفاع ضغط العين والعلاجات وسبل الوقاية
يُعتبر ارتفاع ضغط العين، من الحالات الشائعة خاصةً مع التقدم في العمر، وهو علامة مبكرة على الإصابة بالجلوكوما أو الماء الأزرق. وتكمن خطورة ارتفاع ضغط العين، في المضاعفات التي قد يسببها في حال تُرك دون علاج، ليصل الأمر إلى فقدان البصر. فما هي أعراض ارتفاع ضغط العين، وما هي العلاجات المناسبة؟
ما هو ضغط العين؟
يبلغ متوسط ضغط العين الطبيعي حوالي 15 ملم زئبق، ومع ذلك فإن 90 في المئة، من الأشخاص يتراوح ضغط العين لديهم بين 10 و 21 ملم زئبق، إذ يختلف كل فرد عن الآخر. وفي حال زاد ضغط العين عن 22 ملم زئبق فإن ذلك يشير إلى ارتفاع ضغط العين، وهو ليس مرضًا في حد ذاته لكنه قد يكون مؤشرًا محتملاً لمشكلات أخرى، على رأسها الإصابة بالماء الأزرق أو الجلوكوما. إذ إن العين أشبه ببالون يمتلئ بالسوائل التي تبقيها منتفخة، وكلما زاد الماء يزداد الضغط داخل البالون، وإذا زاد بشكل كبير فقد ينفجر، ولإبقاء الضغط داخل العين ثابتًا، فإن هذه السوائل تُنتج وتُصرف من العين بالمعدل نفسه، وبالتالي تظل كميتها ثابتة، أما إذا زادت هذه السوائل داخل العين ولم تتمكن العين من تصريف الزائد منها هنا يرتفع الضغط داخل العين، وإذا زادت السوائل بشكل كبير قد يتضرّر العصب البصري نتيجة الضغط المرتفع جدًا. في معظم الأحيان يحدث ارتفاع ضغط العين في كلتا العينين، ولكن في بعض الحالات قد يحدث في عين واحدة فقط.
كيف يمكن تحديد أعراض ضغط العين المرتفع؟
يُعد فحص ضغط العين بانتظام طريقة هامة يمكن من خلالها الحفاظ على صحة البصر، إذ قد يحدث ارتفاع ضغط العين دون أعراض، وهو حالة يجب الانتباه لها جيدًا لأنها قد تكون العلامة الأولى للإصابة بالجلوكوما أو الماء الأزرق وهي أحد الأسباب الرئيسية للعمى. عادةً لا يصاحب ارتفاع ضغط العين أي علامات، ويكتشفه المريض أثناء الفحوص الروتينية للعين، ولكن قد يصاب الشخص بالأعراض التالية إذا ارتفع بشكل كبير، وأبرز هذه الأعراض، هالات أو دوائر مضيئة حول الأشياء، نقاط داكنة في مجال الرؤية، رؤية ضبابية أو مشوشة، إحساس بضغط أو ثقل حول العينين، ألم داخل وحول العين، احمرار العين وتهيج العين والصداع. إلا أن الأعراض السابقة قد تكون نتيجة مشكلات متعدّدة للعين، لذا يتوجب على الأشخاص الذين يشعرون بهذه الأعراض، استشارة الطبيب لإجراء اختبار ضغط العين. من غير المحتمل أن يتسبب ارتفاع ضغط العين في أي ضرر لرؤيتك على المدى القصير، ومع ذلك، فإن مخاطر الإصابة بالجلوكوما تكون أكبر بكثير على المدى الطويل، ما يشكل خطرًا على بصرك.
ارتفاع ضغط العين المفاجئ
عادةً ما يحدث ارتفاع ضغط العين ببطء على مدى سنوات، لذا قد يدرك المريض أنه يعاني من ارتفاع ضغط العين بعد أن يصل إلى مرحلة متقدمة، ومع ذلك فإنه قد يحدث بشكل مفاجئ ويسبب العديد من الأعراض أبرزها عدم وضوح الرؤية، ورؤية دوائر بألوان قوس قزح عند النظر إلى الأضواء الساطعة، ألم شديد في العين، قيء وغثيان، احمرار العين، صداع وألم حول العين. وتتنوع الأسباب التي قد تؤدّي إلى ارتفاع ضغط العين المفاجىء منها فرط إنتاج السوائل في العين بمعدل أكبر من تصريفها، بعض الرضوض التي تسبب اختلال التوازن بين معدل إنتاج السوائل وتصريفها، ما يؤدّي إلى زيادة ضغط العين. كما قد تتسبب بعض الأدوية مثل الستيرويدات ومنها قطرات العين الستيرويدية، بارتفاع ضغط العين.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بـأعراض ضغط العين المفاجئ
تتزايد فرص الإصابة بارتفاع ضغط العين لدى الأشخاص الذين يتجاوزون الـ 40 عامًا، ولديهم قرنيات رقيقة وتاريخ عائلي للإصابة بضغط العين المرتفع. كما أن الأشخاص الذين يعانون من السكري أو ارتفاع ضغط الدم قد يواجهون ضغط العين المفاجىء.
العادات الصحية التي تقلل فرص ارتفاع ضغط العين
الأشخاص الذين يمارسون الرياضة باعتدال على الأقل مدة 30 دقيقة يوميًا، ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع، يكون ضغط عينهم أقل من الأشخاص غير النشطين. كا يجب الحد من تناول الكافيين، الذي قد يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم، وما يتبعه من زيادة ضغط العين. هذا وأشارت الدراسات إلى أن التدخين، قد يؤدّي إلى ارتفاع ضغط العين بشكل ملحوظ. يمكن أيضاً اعتماد طريقة رفع الرأس أثناء النوم، إذ إن ضغط العين يرتفع بشكل ملحوظ أثناء الليل، ويساعد رفع الرأس بزاوية 30 درجة إلى تجنب ارتفاعه بشكل كبير.
علاج ارتفاع ضغط العين المفاجئ
لا يمكن علاج ارتفاع ضغط العين في المنزل حيث يُعد علاج ضغط العين المرتفع أمرًا بالغ الأهمية لمنع الضرر وفقدان البصر. إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم في العين، فيجب أن يخضع لقياس ضغط العين بانتظام من خلال الطبيب المتخصص. وعادةً ما تشتمل الخطة العلاجية لارتفاع ضغط العين أدوية متعلقة بارتفاع ضغط العين، وقطرات العين التي تساعد على تصريف السوائل الزائدة من العينين أو تقليل معدل إنتاجها. كما يلجأ الأطباء إلى علاج ارتفاع ضغط العين بالليزر، وتُعرف هذه التقنية برأب التربيق الانتقائي بالليزر (SLT) وهي أحد خيارات العلاج الشائعة لتقليل ارتفاع ضغط العين، إذ تعمل على تصريف كمية أكبر من السوائل، يتميز هذا الإجراء أنه غير مؤلم ولا يحتاج لمدة طويلة للتعافي. ويقلل هذا الإجراء من ضغط العين بحوالي 30 في المئة، ويستمر تأثيره من 1 إلى 5 سنوات على الأقل ويمكن تكراره عند الحاجة. بالنسبة لبعض الأشخاص، قد لا يستجيب ارتفاع ضغط الدم في العين بشكل جيد لقطرات العين. في هذه الحالة، قد يُنصح بإجراء جراحة للمساعدة على خفض ضغط العين.
قد لا تظهر أعراض ضغط العين، بشكل واضح وقد تتشابه مع حالات أخرى، ويمكن للمريض أن يعرف أنه مصاب بارتفاع في ضغط العين أثناء الفحص الطبي الروتيني الذي يُوصى بإجرائه مرة في العام خاصةً في حال وجود أي تاريخ عائلي لمشكلات البصر أو أمراض العين.