Bruce Clay

لماذا نفشل في الالتزام بالكثير من قرارات العام الجديد

تقسيم مجموعة من تغييرات نمط الحياة من خلال البدء بأسهل شيء، مثل الرياضة والنظام الغذائي الصحي

مع بداية العام الجديد، يقوم العديد من الأشخاص بإعداد قائمة بالقرارات أو الأهداف التي يتطلعون إلى تحقيقها في العام الجديد، إلا أن الكثير من الأشخاص يفشلون في تحقيقها والإلتزام بهذه القرارات. تقدم الدكتورة صفية ديبار، الحاصلة على بكالوريوس الطب والجراحة والطبيبة العامة والخبيرة في مجال المرونة في مايو كلينك هيلثكير في لندن، إستراتيجيات لتحديد عائق شائع للنجاح وكيفية التغلب عليه.

الاعتقاد السلبي يمنعك من الوصول إلى إمكاناتك الكاملة

تعتبر الدكتورة صفية ديبار، أن هناك سببًا محدداً لعدم الالتزام بالكثير من قرارات العام الجديد والأهداف الأخرى التي لا نحققها، ومن الممكن أن يكون لهذا السبب التأثير على أفكارنا وأفعالنا دون دراية منا. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تواجه صعوبة في تحقيق أهدافك في ممارسة الرياضة أكثر وتناول وجبات مغذية أكثر واتخاذ خطوات أخرى تجاه نمط حياة صحي أكثر، فقد يكون السبب وفقًا للدكتور ديبار هو وجود اعتقاد سلبي يحد من قدراتك. تكشف الدكتور ديبار في هذا التنبيه عن إستراتيجيات لتحديد العائق الذي يمنعنا من النجاح والتغلب عليه. الاعتقاد السلبي الذي يحد من القدرات هو فكرة أو اعتقاد راسخ لديك عن نفسك أو عن العالم ويمنعك من الوصول إلى إمكاناتك الكاملة. وتقول الدكتور ديبار: “إنها ببساطة حقيقة خاطئة تؤمن بها عن نفسك وتضر بك”. قد تشمل بعض الاعتقادات السلبية التي تحد من القدرات اعتقادك بأنك غير قادر على فقدان الوزن وأن لديك ولعًا بالحلويات. حسنًا، لا يوجد حقًا ما يُسمى بالولع بالحلويات. يمكن أن يندرج ضمن هذه الاعتقادات اعتقادك بأنك كسول وغير قادر على ممارسة الرياضة وتكره الصالة الرياضية. والحقيقة هي أنه يمكن ممارسة الرياضة بعيدًا عن الصالة الرياضية”.

كيف يمكن التخلص من الاعتقاد السلبي

الخطوة الأولى للتخلص من الاعتقاد السلبي الذي يحد من القدرات، هي الوعي بوجوده. وقد يتطلب ذلك منا التأمل، لأنه غالبًا ما تتسلل هذه الاعتقادات إلى عقولنا دون أن نشعر بها، وتضيف الدكتورة ديبار، أن عقولنا ماهرة جدًا في البحث عن أدلة تؤكد تلك الاعتقادات بل ويمكنها أحيانًا إنشاؤها. على سبيل المثال، إذا شعر أحدهم بأنه يرغب في أن يتناول طعامًا صحيًا أكثر أو أن يمارس المزيد من النشاط البدني خلال يومه، ولكنه في الوقت نفسه يشعر أنه ليس جيدًا بما يكفي، أو أنه غير جدير بالعناية بذاته، أو أنه لا يستحق إعطاء الأولوية لصحته، وأن احتياجات الآخرين مهمة أكثر، فمن شأن هذا أن يعوق تغييرات نمط الحياة الإيجابية التي ستفيده”. سيتخلى الفرد عن هذه السلوكيات الإيجابية مبررًا ذلك باعتقاده: “لمَ أتناول الطعام الصحي إذا كنت لا أستحق ذلك؟ لمَ سأضع حدودًا أو أعطي لنفسي الأولوية إذا كنت لا أستحق ذلك؟”. تقول الدكتور ديبار إن الاعتقادات الكامنة يمكن أن تؤثر بشكل كبير في التغييرات السلوكية التي تريد القيام بها، ولذلك فمن المهم معرفة هذه الاعتقادات والتفكير فيما إذا كانت تفيدك أم لا. وتقترح أن كتابة الأفكار في مدونة أو مناقشتها مع شخص موثوق يمكن أن يساعد.

تحديد الاعتقاد السلبي الذي يحد من قدراتك

تقول الدكتور ديبار”كلما حدث أي شيء، أو شيء ديناميكي، أو شيء مهم عاطفيًا، فهذه دائمًا فرصة رائعة للتفكر والكتابة في المدونة: ما القصة التي ترويها لنفسك؟ “ما الذي تؤمن به عن نفسك؟”. وهذا التوجه يسمى تفريغ الأفكار أو تيار الوعي. عندما يحدث شيء ما، عليك كتابة ما يجول في خاطرك. بعد ذلك، عند إعادة قراءة ما كتبته، إذا وجدت تشوهات فكرية معروفة، فستتمكن من تحديد الاعتقاد السلبي الذي يحد من قدراتك. ثم تبدأ في معرفة روايتك الداخلية. على سبيل المثال، التشكيك في اعتقاد أنك غير قادر على فقدان الوزن يمكن أن يشمل التفكير في: أين عرفت أنني لا يمكنني فقدان الوزن؟أين رأيت هذا؟ هل أعرف كل المعلومات اللازمة عن العملية الفعلية لفقدان الوزن؟ المشاعر التي أحاول الشعور بها أو تجنبها؟.

تحديد الخطوات البسيطة

عادةً ما يجد الأشخاص أن اعتقاداتهم السلبية التي تحد من قدراتهم لم تنشأ من داخلهم على الإطلاق، ولكنها وردت من المعلمين أو مقدمي الرعاية أو أفراد الأسرة أو المجتمع أو الثقافة أو مصادر أخرى. وتوصي الدكتور ديبا بأن عليك تحديد الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لتحقيق هدفك. لا يحب الدماغ التغيير، لذا، يقوم الأمر على اتخاذ إجراءات صغيرة ومنتظمة ومتسقة وعلى الوعي بحديثك الداخلي لكي تتوقع المقاومة، ولكن تذكر سبب رغبتك في إحداث تغيير واطرح أسئلة عن الاعتقادات التي تمنعك.

ما هو أهم هدف ثم نسعى نحوه بخطوات صغيرة للغاية

نبدأ بقولنا إننا سنمارس التمارين الرياضية كل يوم، وأن نتوقف عن شرب الكحوليات، وأن نستيقظ في الساعة 5 صباحًا، وأن نمارس التأمل لمدة 45 دقيقة، وأن نصبح ألطف شخص على الإطلاق، وبعد أسبوعين ندرك أن كل هذه المشاعر تظهر ومعها كل هذه المقاومة. يوجد نهج أفضل وهو أن نتساءل ما هو أهم هدف ثم نسعى نحوه بخطوات صغيرة للغاية. إذا كنت تريد ممارسة التمارين الرياضية، على سبيل المثال، فعليك إذن البدء ببضع دقائق يوميًا، حيث لا تعتقد أن هذا تغيير جوهري عما كنت تفعله من قبل. تعني الخمس دقائق اليومية أنك قد أنشأت عادة، وبهذا ستعزز هذه الفكرة اعتقادك بأنك تواصل الأمور حتى النهاية: إنك تفي بوعدك وإنك شخص ملتزم.

البدء بأسهل شيء يمكنك فعله

توصي الدكتور ديبار بتقسيم مجموعة من تغييرات نمط الحياة الصحي من خلال البدء بأسهل شيء يمكنك فعله. إذا كان هدفك هو تناول وجبات صحية، فابدأ بمحاولة تناول كمية إضافية من الفاكهة أو الخضروات كل يوم، وعندما تفعل هذا لبضعة أسابيع يمكنك حينها التفكير في نفسك كشخص يتناول الفاكهة والخضروات ويستمتع بتناولهما. إنه نهج مختلف تمامًا عن الشخص الذي يبدأ بمحاولة فعل كل شيء ثم يشعر بعد أسبوعين بأنه محبط. ومن المفارقات أنه سيتعمق أكثر في الأشياء التي لا يرغب في فعلها والتي تجعله يشعر بالسوء حيال نفسه.

ومن الأشياء الجيدة عن العام الجديد هو أنه يمنح الأشخاص زخمًا وزيادة طفيفة في قوة الإرادة، لكن لا يمكننا الاعتماد على قوة الإرادة فقط لتغيير السلوكيات. يجب أن تبدأ هذه العملية بتغيير صغير جدًا ومتزايد ومنتظم.