المصمّمة الإماراتية وفاء بالأسود
شغف بتصميم ملابس تعبّر عن الأنوثة والقوة
بفضل شغفها فـي عالم الموضة وحبّها لابتكار أزياء مختلفة للمرأة تعبّر عن قوتها وأنوثتها فـي آن واحد، تمكّنت المصمّمة الإماراتية من تأسيس علامة تجارية فاخرة وناجحة تجسّد رؤيتها الفريدة للمرأة العصرية.
الجمع بين الخلفـية فـي هندسة الكمبيوتر واستكشاف إبداع جديد فـي الموضة، هو ما تشتهر به المصمّمة الإماراتية وفاء بالأسود وعلامتها التجارية التي تحمل إسمها والتي تقدّم من خلالها ومنذ تأسيسها عام 2015 تصاميم مبتكرة، فريدة وراقية تميل نحو الرسومات والأنماط.
تبحث وفاء باستمرار عن مواد جديدة وتحلّل الصيحات، وتسعى لاستخراج الأشكال ودمجها فـي الصور الظلية على شكل أنماط تطريز، وأنسجة متراكبة، وألوان جريئة تترك فـي الذهن انطباعاً جذّاباً عن الإطلالة الأنثوية. من خلال إتاحة الفرصة للمرأة لإضفاء طابع شخصي على تصاميمها، وذلك بفضل مفهوم التخصيص الخاص بعلامتها والذي يمكّن السيدات من تصميم العباءات الخاصة بهنّ.
الى ذلك تحرص وفاء على إطلاق مجموعتين سنوياً، تهدف إلى دمج جذورها الشرق أوسطية فـي المجموعات الأنيقة والمتعدّدة الاستخدامات التي تفضّل العمل فـيها بالقطن والكتان، للحصول على صورة ظلية محدّدة، فالأنماط الهندسية الجريئة تظهر مذهلة وتحدث الفرق فـي تصاميمها، وفـيما تفضّل وفاء عدم استخدام اللون الأسود، إلا أنّها تظلّ منسجمة مع الحساسيّات والقيود الثقافـية.
وفاء بالأسود
«تصاميمي متأثرة بهويتي العربية والإماراتية، وأحرص
على الدمج بين الفخامة الشرقية والأناقة الغربية»
اليوم تطرح علامة «وفاء بالأسود» مجموعة موسمي خريف وشتاء 2023 -2024 التي تحمل اسم «Ivory Symphony» وقد استغلّينا الفرصة لإجراء لقاء مميّز معها، أطلعتنا خلاله على قصة نجاح هذه العلامة شارحة أسلوبها وطموحاتها.
«وفاء بالأسود»، يمكن القول إن هذه العلامة التجارية من الدور العربية القليلة التي نجحت فـي ابتكار موضة عصرية تستهدف النساء الساعيات إلى التميّز. ما الذي دفعك منذ البداية الى دخول هذا المجال وما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك؟
حبّي للتصميم والأزياء والفن بشكل عام منذ طفولتي، دفعني للغوص فـي بحور هذا المجال المحبّب على قلبي، وقد ازداد اهتمامي بعالم التصميم، بفضل دعم عائلتي وأمي على وجه الخصوص، ومنذ أن بدأ شغفـي بالأزياء والموضة، وأنا أحلم بأن أقدم شيئاً مختلفاً للمرأة، يعبّر عن قوتها وأنوثتها فـي آن واحد، وهذا الحلم كان الحافز لي لإطلاق علامتي.
أبرز الصعوبات التي واجهتها هو إطلاق علامتي التجارية، فلقد كانت خطوة جريئة تطلبت مني الجهد الكبير والقدرة على التوفـيق بين وظيفتي وشركتي وإبداع تصاميم منافسة، إلا أن الشغف وحبي للتصميم والأزياء كان أكبر من أي تحدّ، وسبباً فـي تجاوز أي صعوبات، لا بل كان حافزاً لي للنجاح والتميّز فـي هذه الصناعة.
برأيك، لماذا لا يتمتّع قطاع صناعة الأزياء فـي العالم العربي بالبريق الذي يتمتّع به هذا القطاع فـي أوروبا وأميركا؟ وكيف ترين مستقبل تصميم الأزياء فـي العالم العربي؟
رغم اعتقادي بأن كل عوامل نجاح قطاع صناعة الأزياء فـي العالم العربي متوفرة، إلّا أنّ هذا القطاع كان ينمو بشكل بطيء فـي العالم العربي، ولكن ربما سنلاحظ فـي السنوات المقبلة قفزات جيدة فـي هذا المجال، ولا سيما فـي ظل تزايد عدد مصممي الأزياء العرب الذين يقدمون تصاميم فخمة غنية بالتفاصيل، وفـي أحيان كثيرة يبدع المصمّمون تصاميم تمزج ما بين الثقافة العربية والتصاميم العصرية، والتي تلقى اهتماماً عالمياً.
أسّست علامتك فـي العام 2015، أي قبل خمس سنوات فقط من أزمة فـيروس كورونا. كيف واجهتي هذه الأزمة، والى أي مدى أثرت على قوة العلامة؟
بشكل عام ينبع النجاح والإبداع والقدرة على تجاوز التحدّيات من صميم الشخص، لكن البيئة والمجتمع يلعبان كذلك دوراً فـي تحقيق هذا النجاح، ولله الحمد فإن أبناء الإمارات استلهموا قدرتهم على تجاوز تحدّي فـيروس كورونا من إرادة وعزيمة قيادتنا الحكيمة، وعملنا جميعاً، كل فـي مجال عمله على تحويل هذا التحدّي إلى فرص نجاح. وأتحدث هنا عن تجربتي الشخصية، فأزمة فـيروس كورونا وسّعت آفاق التجارة والترويج الإلكتروني، وغيّرت كثيراً من مفاهيم التسويق، واستطعت الاستفادة من هذا المجال فـي التسويق والترويج لتصاميمي بشكل أكبر.
تتمحور علامتك التجارية حول «التطوّر الحضاري». هل يمكنك إخبارنا المزيد عن هذا الأمر؟
نحن أبناء الإمارات جميعنا يملؤنا الفخر والاعتزاز بالتطوّر الحضاري الذي تشهده دولتنا، ولقد عملت من خلال علامتي التجارية على تجسيد هذا التطوّر الحضاري الذي شكّل مصدر إلهامي بسحره، فتصاميمي ما هي إلا انعكاس لما أشاهده من حولي فـي كل حي وشارع، ومنجز من منجزات الإمارات، ليكون نواة لأنطلق بتصميم جديد يجسّد هذا الجمال والإبداع.
إلى أي امرأة تتوجه تصاميمك؟
أركز فـي تصاميمي على تمكين المرأة من التعبير عن نفسها، لذا أعمل دوماً على جعل تصاميمي مرآة لمن ترتديها، ترى فـيها مكنونات شخصيتها القوية والعاطفـية والحالمة، فتصاميمي تتوجه إلى المرأة الطموحة التي يعنيها الاهتمام بمظهرها والتعبير عن إطلالتها بطريقة مرهفة تفـيض بالإحساس، إلى جانب أنها ترسم ملامحها القوية والطموحة وفق لمسات أنثوية رقيقة.
إلى أي مدى تتأثر تصاميمك بهويتك العربية إجمالاً، والإماراتية خاصة؟
التصميم هو فن وإبداع كبقية الفنون، والفنان والمبدع هو ابن بيئته ومرآة لمجتمعه، وبالتالي فتصاميمي متأثرة بهويتي العربية والإماراتية، حيث أحرص على الدمج بين الفخامة الشرقية والأناقة الغربية، وأحاول دوماً فـي تصاميمي أن أوفق بين بصمتي وما تريده المرأة العصرية، دون أن ألغي هويتي أيضًا، وبما يتناسب مع ذوق المرأة الإماراتية والعربية، إذ أحرص فـي كثير من مجموعاتي، على إضافة لمسات ساحرة، فـي تصاميم مستوحاة من التراث العريق لدولة الإمارات.
تتميّز تصاميمك غالباً بالألوان الجريئة المفعمة بالحياة، فهل هذا جزء من هويتك؟
عالم الأزياء يحتاج إلى جرأة فـي طرح الأفكار وتنفـيذها، واعتقد أن التميّز كمصمّمة يجب أن يكون مقروناً بالعمل على طرح أفكار جديدة، تجعل الناس يتكلمون عنها بإعجاب، وأحقق ذلك أيضاً من خلال استخدامي الجريء للألوان.
الفساتين التي تصمّمينها هي أشبه بالقفطان. ما هو الأمر الذي يجعل هذه التصاميم مميّزة إلى هذا الحد؟
يتّسم فستان القفطان بالفخامة والأناقة والاحتشام، وبات يخطف بأصالته وسحره الأضواء فـي كل المحافل والمناسبات، ومنافساً لأزياء السهرة العصرية، فأصبح علامة مميّزة فـي عالم الموضة، ولذلك تفضله العديد من النساء للحصول على إطلالة راقية وتليق بطابع المرأة العربية فـي مختلف المناسبات.
أخبرينا أكثر عن مجموعتك لموسمي خريف وشتاء 2023 -2024؟
تتضمّن أحدث مجموعاتي لموسمي خريف وشتاء 2023 -2024 تقديم مجموعة Ivory Symphony، والتي أركز من خلالها على جعل التصاميم مرآة لمن ترتديها ترى فـيها شخصيتها القوية والعاطفـية والطموحة. فالمجموعة عبارة عن مزيج من الأقمشة والخامات ذات الألوان المحايدة، والتطريز الفريد والانسيابي والقصّات الناعمة المصمّمة حسب الطلب، وصُمّمت كل قطعة بعناية لتسمح للمرأة بالتعبير عن شخصيتها الفردية من خلال خيارات المجموعة ذات التصاميم العصرية والجذابة.
اليوم، وبعد ثماني سنوات على إطلاق علامتك، هل أنت راضية عن ما حقّقته حتى الآن ؟ وما هي أبرز طموحاتك المستقبلية؟
نعم أنا راضية عن كل ما وصلت إليه وما حقّقته من نجاحات، فلكل مجتهد نصيب، وأعتقد أن بحثي الدؤوب عن التميّز والتفرّد، شكّل سر نجاحي فـي عالم التصميم، وفـي الحقيقة لديّ طموحات كبيرة وهي أن أشارك فـي عروض عالمية، وأن تصبح علامتي التجارية رقم واحد لدى المرأة الإماراتية والعربية.
ما النصيحة التي توجّهينها للطامحين والطامحات بدخول عالم تصميم الأزياء؟
الثقة والإيمان بالقدرات والتعلّم والعمل الدؤوب لتحقيق النجاح.
Wafa Balaswad Ivory Symphony
احتفال متناغم بالأنوثة والقوة
تعتبر مجموعة Ivory Symphony احدث ابتكارات المصمّمة الإماراتية وفاء بالأسود وهي كما سابقاتها تعبّر عن شغف لاحتضان الأنوثة والارتقاء بها، وهي بمثابة شهادة على التزام وفاء بالأسود بتمكين المرأة من خلال الأسلوب والتصميم، كما أنها تأكيد على تفاني هذه العلامة التجارية فـي ابتكار قطع تتخطى اتجاهات الموضة، وتحتفل بالجوهر الدائم للأنوثة.
مع رؤية تهدف إلى غرس الثقة فـي كل امرأة، تشكّل مجموعة Ivory Symphony مزيجاً متناغماً من الأناقة والتمكين. وقد تمّ تصميم كل قطعة بعناية لتغلّف المرأة بسيمفونية من الجمال والنعمة، وتضفـي عليها الثقة والإشراق مع كل خطوة.
تعرض المجموعة لمسة وفاء بالأسود المميّزة من المطرّزات الفريدة والمصمّمة بشكل ناعم والقطع والصور الظلية السائلة. ويضيف استخدام الألوان المحايدة إلى جاذبية المجموعة الخالدة، السماح للمرأة بالتعبير عن شخصيتها الفردية من خلال خيارات الأزياء البسيطة والمؤثرة.