Bruce Clay

تصل الى كان في أول دور تمثيلي في مسيرتها
ماريا بحراوي 
 ” لديّ كلّ الفرص المتاحة في العالم إن شاء الله سأصل إلى أهداف أكبر”

This slideshow requires JavaScript.

مع وصول الفيلم السعودي “نوره” إلى التنافس في مهرجان “كان” السينمائي ضمن فئة “نظرة ما”، بدأت التساؤلات عن بطلة الفيلم ماريا بحراوي، التي وعلى الرغم من أنها لم تتجاوز الـ16 من عمرها، إلا أنها كانت محظوظة باختيارها لتأدّية بطولة هذا الفيلم كأوّل عمل في مسيرتها الفنية. فمن هي ماريا بحراوي؟

ممثلة سعودية حالمة تهتم بأسلوب الحياة، هكذا تُعرّف ماريا بحراوي عن نفسها على تطبيق إنستغرام، حيث شاركت الفنانة الصاعدة جمهورها ومتابعيها نبأ مشاركة الفيلم السعودي “نورة” ضمن فعاليات مهرجان “كان” السينمائي الدولي في دورته المقبلة، ناشرةً بوستر الفيلم ومعلّقةً: ” سجل يا تـاريخ فيلم نورة أوّل فيلم سعودي يشارك ضمن قائمة الافلام في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 77 .. يا كبر فخـري واعتزازي كوني جزء من هذا الانجاز لوطني ولسينما السعودية”.

وأضافت ماريا في تعليقها: ” Today يوم تاريخي في تاريخ السينما السعودية، لا يمكن للكلمات أن تعبّر عن الفخر الساحق الذي أشعر به عندما عرفت أن فيلم “نورة” قد صنع التاريخ كأول فيلم سعودي يزيّن شاشات مهرجان كان السينمائي. هذه اللحظة لا تتعلق بي فقط، بل تتعلق بالتراث الثقافي الغني لوطننا والسينما السعودية. وأنا ممتنة لكوني جزءًا من هذه الرحلة الرائدة التي ستترك بصماتها على التاريخ إلى الأبد”. 

وتعد مشاركة الفيلم السعودي “نورة” المدعوم من صندوق البحر الأحمر السينمائي، أول مشاركة للسينما السعودية ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي.

تسترجع كواليس الفيلم بمشاعر مختلطة

كانت ماريا بحراوي قد استرجعت ذكريات كواليس فيلم نورة من خلال مقطع فيديو نشرته عبر حسابها على إنستغرام، وعلقت عليه: “شعرت بمشاعر مختلطة خلال تنفيذ هذه التجربة السينمائية، فرغم الفرح الذي سكن جوارحي، أطل الحزن برأسه، وربما يبدو كلامي غير مفهوم للوهلة الأولى، لكن الفرح كان بسبب عملي مع مجموعة كبيرة من النجوم وإنجاز عمل سينمائي مغاير”. وأضافت بحراوي: “أما شعوري بالحزن فهو بسبب انتهاء فترة التصوير، وعدم تمكني من رؤيتهم مرة جديدة والاجتماع في موقع التصوير، فالشعور باقتراب الوداع محزن جداً، لاسيما عقب تجربة جميلة ونجوم كبار اعتدت العمل معهم فترة من الزمن”.

نجمة صاعدة ومصدر إلهام جديد

هكذا تحوّلت الممثلة السعودية ماريا بحراوي فجأة الى نجمة تستقطب الأضواء والصحافيين  بصفتها نجمة أول مشروع سعودي يتمّ تصويره في منطقة العلا التاريخية، لتختبر الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا طعم النجومية الأول، محاطة بالأضواء الساطعة والكاميرات والصحافيين الذين يتوقون للتعرّف أكثر على هذه النجمة التي أصبحت فجأة ملهمة لجيل كامل من الفتيات السعوديات. وقد حرصت بحراوي على شكر والدتها التي تدعمها دائمًا.

رحلة شابة اكتشفت ببطء القوة داخل نفسها ورفضت التنازل عن القناعات

تدور أحداث الفيلم في ريف المملكة العربية السعودية خلال التسعينيات، ويتتبع فنانًا يدعى نادر، الذي تخلى عن الرسم بسبب القيود المجتمعية وأصبح مدرّسًا، حيث يلتقي بشابة تدعى نورة – تجسّد شخصيتها ماريا- وهي يتيمة وأمية ويبدو أن ليس لديها طريق للمضي قدمًا لتحقيق أحلامها الخاصة، وتواجه زواجًا مرتبًا لا تريده وتعيش حياة مليئة بالعواطف التي لا تعرف كيف تتعايش معها.

في الفيلم، تحمل شخصية بحراوي جهاز تسجيل في كل مكان تذهب إليه، وتسجل أفكارها ومشاعرها فيه، وكأنها تهمس بها في بئر الأمنيات. ولكن ماريا لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذا الجهاز، إذ قالت في إحدى المقابلات إنها لم يسبق لها أن رأت شيئًا مثله وكان على المخرج توفيق الزايدي أن يعلّمها كيفية تشغيله.

أما أهم الدروس التي تعلّمتها ماريا خلال تصوير الفيلم فجاءت من شخصية نورة نفسها ومن خلال رحلة هذه المرأة الشابة التي اكتشفت ببطء القوة داخل نفسها ورفضت التنازل عن القناعات، بل غيّرتها لتصبح المرأة التي تريد أن تنمو وتتطوّر.

وتقول بحراوي: “لقد علمتني نورة أن أكون على طبيعتي، وأن أدافع عن نفسي رغم كل التحديات. من الآن وإلى بقية حياتي، بفضل نورة، إذا لم أجد الدعم، سأدعم نفسي. أريد أن أحقق النجاح، وسأفعل ذلك رغم كل الصعاب.”

الجدير بالذكر أنه تم اختيار بحراوي في شهر مايو من عام 2023، بعد إجراء الاختبار شخصيًا مرة واحدة فقط، إذ قادت السيارة مع عائلتها من جدّة إلى العلا على أمل أن تحصل على الدور. 

وعن نجاح هذا الفيلم تقول ماريا: “في الوقت الحالي، أنا أعيش الحلم. إن شاء الله سأصل إلى أهداف أكبر وأسمى. لدي كل الفرص المتاحة في العالم، والآن الأمر متروك لي لاغتنامها.”

كذلك كشفت بحراوي، التي ولدت ونشأت في جدة، أنها لجأت إلى عائلتها لتتعلم الطريقة التي ترتدي بها المرأة العباءة والنقاب. وصرّحت في إحدى المقابلات:”لقد عاشت عائلتي تلك الحياة، لكنّني لم أكن أعرف كيف يرتدونها، وكيف يخلعونها، وكيف ستبدو ملابسهم من الأسفل. وكيفية ربط النقاب فوق كل شيء. تقول: “لقد كان كل شيء جديدًا بالنسبة لي. بالطبع، أعرف النقاب، لكن الطريقة الدقيقة التي كانت ترتديه بها النساء كانت جديدة بالنسبة لي. علمتني عائلتي كيفية القيام بذلك مثلما فعلوا تمامًا”.